يستضيف مؤتمر دبي للمعادن الثمينة في مركز دبي للسلع المتعددة، أربعاً من أهم البورصات في العالم لأول مرة في دبي، وذلك لمناقشة "دور ومستقبل البورصات العالمية".
وتبادل ممثلو بورصة دبي للذهب والسلع التابعة لشركة دبي للسلع المتعددة، مع ممثلي البورصات المدعوّة الأخرى، وهي بورصة شيكاغو التجارية، وبورصة لندن للمعادن، وبورصة اسطنبول، وجهات نظرهم حول دور بورصاتهم في الأسواق في المستقبل، وذلك خلال جلسة أقيمت برعاية شركة، الرائدة عالمياً في مجال خدمات تداول الذهب، وبإدارة وكالة سوماساندروم للعلاقات العامة من مجلس الذهب العالمي.
وشهدت الجلسة مناقشة العديد من الموضوعات، إذ أجمع كافة المشاركين على أهمية التعاون المشترك في هذا القطاع. وقال لي ميل، الرئيس التنفيذي لبورصة دبي للذهب والسلع: "إن هدفنا الرئيسي هو توسيع نشاط البورصات بما يتيح لها العمل معاً في جميع أنحاء آسيا. ويسعى المتداولون نحو الكفاءة ليتمكنوا من العمل عبر العديد من البورصات ومن خلال مركز مقاصة موحد. ونحن نرغب برؤية مزيد من التعاون والتحالفات لتوفير قيمة مضافة للمتداولين، وأنا واثق بقدرتنا على عمل المزيد لتحقيق ذلك، ونحن مستعدون لنكون في طليعة تلك الجهود".
وشاركه الرأي أعضاء الجلسة، أليكس شو، ويانغ لو، وهاكان أتيكين، وجياو جين بو. كما تطرقت المناقشات الأخرى إلى طبيعة التغيير الذي أحدثته وما زالت أسواق العقود الآجلة العالمية، مثل التداول الإلكتروني، واستكشاف السعر، والوضوح، والنمو، وتطور أسواق تحويل العقود الفورية إلى آجلة.
وتميزت الجلسة أيضًا بإقرار من جميع المشاركين بأن اللوائح التنظيمية قد لعبت، وسوف تستمر في لعب دور كبير في تطور البورصات في المستقبل. وفي هذا السياق، قال أليكس شو، رئيس قسم تطوير الأسواق للمعادن الثمينة في بورصة لندن للمعادن: "لقد تعرضت بورصة لندن للمعادن لضغوط شديدة بسبب التغييرات التنظيمية، الأمر الذي أدى إلى تغيير طريقة ممارستها للأعمال. وفي هذه الحقبة الجديدة التي تتميز بوجود سوق ذهب عالي التنظيم، مع تداخل قوي بين الأسواق، هناك بنوك بدأت بدخول الحلبة لتزويد خدمات التداول للعقود الفورية والآجلة ضمن البنية التحتية الحالية".
وأضاف شو: "لقد أصبح اكتشاف الأسعار موضوعًا ملحًا، ولكن هل البنوك متحفظة في هذا الشأن، وتقوم بتبرير الأسعار التي تقدمها الأسواق الإقليمية المختلفة، أم أننا متشابكون إلى حد كبير بحيث الأسعار تكون متطابقة في جميع البورصات؟ أعتقد أنه بالإمكان أن تحظى جميع الأسواق الإقليمية بأسعارها الخاصة، وتستطيع أيضًا تبرير تلك الأسعار. هناك في الحقيقة تغيير جذري في التداول، فهناك أسباب تاريخية وراء وجود اكتشاف الأسعار ومراكز التداول، ولكن هل ستبقى ذات أهمية؟ على الرغم من أننا نرى زيادة كبيرة في أحجام التداول في الأسواق الآسيوية، إلا أنني أرى أن بورصة لندن للمعادن لا زالت تحافظ على دور رئيسي في التداول واكتشاف السعر. وهناك المزيد من الفرص لتعزيز بورصة لندن للمعادن."
جدير بالذكر، أنه وعلى مدى السنوات العشرين الماضية، أصبحت البورصات التجارية تعتمد بشكل متزايد على التداول الإلكتروني، حيث تم إغلاق طوابق التداول مما أتاح مزيدًا من سرية الهوية عند التداول، في حين ساهم تشديد الرقابة التنظيمية وتقديم حلول منخفضة الكمون في زيادة أحجام التداول وفرص اكتشاف الأسعار بين البورصات الدولية والإقليمية.
من جهته، قال يانغ لو، مدير منتجات المعادن في بورصة شيكاغو التجارية، ومقره في لندن: "يوفر التداول الإلكتروني مزايا الراحة واكتشاف السعر أينما كان المتداول. ونحن بالتأكيد لا نخسر، بل نواكب زخم الحركة التجارية التي تنتقل من الغرب إلى الشرق. وقد رأينا في هذا العام بالفعل نموًا قويًا إضافيًا، يقوده عملاء من منطقة آسيا ودول منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا. وتمتاز بورصة شيكاغو التجارية بأنه التداول الإلكتروني مفتوح فيها على مدار الساعة، ويمكن للناس التداول من أي مكان وفي أي وقت. وهناك بالتأكيد تغيير يحدث في السوق ويمكن أن نشعر به".
ومن المواضيع الرئيسية الأخرى التي تم التطرق إليها، المعيارية، إذ يتم عادةً إنشاء المعايير العالمية بحسب مستويات الوصول وحجم التداول والاستمرارية. وعلاوة على ذلك، فإن وضع البورصات داخل بلدانها ومنطقتها الجغرافية يضيف وزناً إضافياً للطريقة التي تتعامل بها الأسواق مع المعايير.
وفي سياق التأكيد على هذا الأمر، والتشديد على أهمية التعاون، قال جياو جين بو، رئيس مجلس إدارة بورصة شنغهاي للذهب في تصريح سابق له: "إن انفتاح بورصة شانغهاي للذهب، وموضوع الابتكار، هما القضيتان الرئيسيتان اللتان نعمل على تعزيزهما. نحن نريد أن نفتح السوق الصينية أمام السوق العالمية من أجل زيادة الأعمال وتعزيز معيار بورصة شنغهاي للذهب. وقد أطلقنا عقدًا جديدًا بالتعاون مع بورصة دبي للذهب والسلع في العام الماضي، ونحن سعداء جدًا بنجاحه. وهذا مثال على نوع التعاون الذي نسعى إليه عند البحث عن شركاء جدد والعمل معهم."
وقد أثارت جلسة النقاش اهتمام الحضور، حيث تم الطلب من جميع أعضاء الجلسة الإجابة على أسئلة حول النقاط المختلفة التي أثيرت.